سوبرمان وزارة التربية الوطنية.
أعتبر العديد من المتتبعين تعيين محمد سعد برادة على وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة خلفا لبنموسى إيذانا بإعلان مرحلة جديدة من السلم الإجتماعي بعد الأحداث والاحتجاجات والمقاطعات التي عرفها قطاع يضم ألالاف الاطر ألا وهو قطاع التربية الوطنية بالإضافة إلى الرهانات الاستراتيجية الكبرى التي يعرفها قطاع الرياضة لماهو مشهود به لهذا الوزير المعين من كفاءة تدبيرية في القطاع الخاص، لكن يبدو ان القطاعات الثلاث تعاني بشكل كبير من جمود اداري وسلسلة تأخيرات في الاداء بسبب سوء اختيار الوزير لمن يدبر ادارة القطاعات الثلاث.
ذلك انه مما يثير الإستغراب هو كيف يغفل السيد برادة عن ملاحظة أن الوزارات الأخرى ذات القطاعات المتعددة تعتمد كاتبا عاما لكل قطاع لكي تضمن حسن سير المرفق العمومي. وتعهد بالمديريات المالية والادارية المركزية الى مدير مالي لكل قطاع، في اطار هيكلة واضحة توزع فيها المسؤوليات حسب تخصصات القطاعات، في حين نجد هذه الوزارة تسير بمنطق أخر على المستوى الإداري، الا وهو اعتماد كاتب عام واحد للقطاعات الثلاث ومدير مالي واحد للقطاعات الثلاث، وهو أمر يؤثر بشكل ظاهر على تجويد الحكامة.
ربما لانجد أدنى مبرر من الإصرار على تحنيط كاتب عام واحد يقود ثلاثة قطاعات مختلفة كأنه سوبرمان! قطاع التربية الوطنية بكل تعقيداته ومشاكله، التعليم الأولي بمتطلباته التأسيسيةالأولية ، والرياضة برهاناتها الكبيرة وملفاتها التنظيمية والاستثمارية، وكأن قوضاض يمتلك عصا موسى أو ساعات إضافية في اليوم لا يمتلكها غيره من الإنس والجن. ويدفع الكل للتساؤل حول هذا الرجل الغامض.
السؤال يجد اجوبة خطيرة ربما لم ينتبه السيد الوزير لها، ذاك أن هذا الشخص لعب أدوارا غامضة ومتضاربة، في مشهد كرس العبث في المراحل السابقة والوزراء السابقين. فهو المفتش العام للوزارة، وكاتبها العام بالنيابة في إطار سد الفراغات. هذا الرجل الذي يحمل الان لقبين في جعبته: مفتش عام وكاتب عام في آن واحد. في تناقض وتضارب غريب و عجيب! إذ كيف لشخص أن يكون مراقبا للإدارة ومديرا لها في نفس الوقت ذاته؟ إنها معادلة مستحيلة. فإن كان هناك خلل في الإدارة كونه كاتبا عاما، كيف يمكن اللجوء إليه كمفتش عام ليحاسب نفسه ككاتب عام. إذن مهمة المفتش العام تتعطل بمجرد تحمله صفة الكاتب العام.
لقد أصبح العديد من المتتبعين يعتقدون أن هذا الشخص أي قوضاض هو “كاهن المعبد” الذي لا يستطيع أي وزير تجاوزه، بل يصبح معه كل وزير جديد ضحية جديدة في سلسلة مسلسله الطويلة غير المفهومة. فهذا الرجل يتقرب من كل وزير جديد بالإبتسامة و التملق، ثم ما يلبث أن يحيك حوله شبكة من التعقيدات حتى يجد الوزير نفسه عاجزا عن الحركة، ليتحول بعد ذلك فجأة إلى كبش فداء يقدم على مذبح الفشل الإداري.
بحيث أصبح البعض يتساؤل في أروقة الوزارة كيف يستهلك قوضاض الوزراء والكتاب العامين كما تستهلك النار الحطب ؟؟؟ .
هل تذكرون الكتاب العامين السابقين بلقاسمي والسحيمي ؟ لقد كانوا مجرد أسماء عابرة في سجل هذا “الرجل الخارق” الإداري الذي يظهر كأنه يمتلك طلاسم سحرية تجعله عصيا على الإقالة ليتجاوز الحكومات والوزراء. لقد ساهم هذا “السوبرمان” في عدة أخطاء مرفقية وشخصية تسببت في كوارث إدارية للموظفين وللمرتفقين وقدم كبش فداء لها خادمه الوفي السابق مدير الموارد البشرية سيء الذكر م.ب.
وحتى الوزير برادة، الذي أصبح يقال عنه ان عدم فهمه لهطورة قوضاض سببه بساطته الإدارية، وبالتالي وقع في نفس الفخ. فهل سيصمد برادة أمام هذه الهيمنة، و يستقدم ثلاث كتاب عامين أولاد الناس؟ أم أنه مجرد ضحية أخرى في انتظار دورها؟ على غرار السابقين.
مشاركة المحتوى:
إرسال التعليق