إمارة المؤمنين إصلاح مستمر للحقل الديني
يبقى ورش إصلاح الحقل الديني بالمملكة المغربية، من الأوراش الكبرى في السياسات العامة للدولة، وإن كان في ذات الآن مجال حصري محفوظ لجلالة الملك محمد السادس باعتباره أميرا للمؤمنين، ويكتسي طابعا خاصا وحساسا لما ينطوي عليه هذا القطاع من دلالات بالغة الأهمية في تدبير الشأن الديني عند الشعب المغربي المعروف بهويته الدينية الإسلامية ومذهبه المالكي وعقيدته الأشعرية المنتهية إلى الوسطية والاعتدال في تقعيد أصول الدين وشعائره المقدسة.
وقد أكد أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بالابتعاد كل البعد عن منحى التطرف والعنف الذين ترفضهما تعاليمه السمحة الداعية إلى التحلي بالاعتدال والميل للسلم، ولهذا فسياسة أمير المؤمنين في ميدان تدبير الشأن الديني تستند إلى مقامه كأمير للمؤمنين مسؤولا بمقتضى البيعة الشرعية عن حماية الدين، بل تبين من فلسفته في حفظ الدين كما هو مستقر من خطب وتوجيهات سنوات الحكم طيلة ربع قرن من الزمن أن المفهوم الجديد لحفظ الدين الذي أرساه أمير المؤمنين والذي يشمل أيضا ابتكار التأويل المقبول الذي يستبعد كل أنواع التفاوت ويخلق الملاءمة بين المعتقد الشرعي والمعيش السياسي والاجتماعي والثقافي سياسة مندمجة توخى من خلالها أمير المؤمنين إرساء أسباب الأمن والطمأنينة الروحية، عبر تدابير تقنع وتريح جميع الشركاء الاجتماعيين وعلى رأسهم الفقهاء بأن كل تدابير الدولة تخدم سعادة الدنيا والدين.
مشاركة المحتوى:
إرسال التعليق