هل السيد وزير الرياضة على علم بأحوال الرياضة الكارثية؟
في مشهد رياضي، وقبل أن ينقذ سفيان بقالي ماء وجه باريس الممرغ في أوحال نهر السين، وليشكر في تصريح له خص به الإعلام الملك والمغاربة ووالدته وأحباءه وعلى رأسهم مدربه الخاص كريم التلمساني الذي اكتشفه وآمن بقدراته قبل يصير بطلا، البقالي تجربة مستمرة لأولاد الشعب الذين تكون انطلاقتهم جري مفتوح في الغابات وبين الأحياء والبقالي من الأحياء الشعبية بفاس تحت إشراف شخصي لمدرب خاص لا ينتمي لا إلى جامعة ألعاب القوى ولا إلى اللجنة الأولمبية.
آمن بسفيان الطفل الصغير ليلحقه بنادي أهل فاس و يدعمه، حتى أصبح بطلا عالميا بالتالي، كان سفيان بقالي صادقا في تصريحه رغم ركض وتسابق عبد السلام أحيزون رئيس الجامعة الملكية لألعاب القوى لإختطاف قبلة وصورة خاصة مع هذا البطل الأولمبي، كي ينسب هذا الإنجاز للجامعة التي لا فضل لها على إنجاز وصناعة لا من قريب أو من بعيد، وليستحق كل الثناء والتقدير الشخصيين الذين خص بهما جلالة الملك نصره الله البقالي في برقيته الخاصة.
قبل أن يحصل سفيان على المجد الأولمبي كان عدة مغاربة يتألقون على البوديوم بألوان دول أخرى.
لقد سجل الرياضيون من أصول مغربية حضورا لافتًا في الأولمبياد من خلال تحقيق 5 ميداليات مميزة، مما يعكس تألقهم وإبداعهم في مختلف المجالات و تتأكد مقولة أن للمغرب أبطاله الذين حرموا من اللعب للمغرب، يُعزى هذا الإنجاز إلى الجهود المستمرة والإصرار الذي يبديه هؤلاء الرياضيون في دول الإقامة، و الإهتمام الذي يلاقونه في هذه البلدان، فكم هي عدد الممرات التي يخرج لنا رياضيون من الغربة لا يطلبون شيئا إلا حمل راية المغرب.
ففي منافسات الجودو مثلا، أحرز اللاعب ولید خيار الميدالية الذهبية في منافسات الفرق، وذلك بألوان فرنسا، كما أن أيوب غضفة الإدريسي العلوي، الذي أبدع في الوزن الثقيل للملاكمة، مؤهلا لإضافة ميدالية ذهبية أو فضية إلى إسبانيا. أما سفيان أوميحا الذي فاز بفضية في الوزن الخفيف للملاكمة، مُبرزًا مجددًا أن للمغاربة حقا أبطاله في الفنون القتالية. وفي نفس الوقت حققت المغربيات ميداليات أخرى على غرار بطلة الجيدو شيرين بوكيلي برونزية بألوان فرنسا، مشيرة إلى القوة والالتزام في هذه الرياضة. كما خسرت ألعاب القوى المغربية برونزية في سباق 5000 التي فازت بها العداءة نادية باتوكليلي بعلم إيطاليا، مما يبرز تعددية التميز الرياضي.
أعتقد جازما لو كانت الرياضة المغربية تسيرها كفاءات تحب هذا الوطن فإن المغرب لن يتزحزح عن العشر الأوائل فللمغرب أبطاله الكثر في الفنون الحربية وألعاب القوى وغيرها من الرياضات الفردية التي يمكن للمغرب أن يبدع فيها من الجهد وقليل من الاعتناء بالرياضات المدرسية والجامعية وتكوين أطر بكفاءات علمية عالية.
لقد كشف الأولمبياد عن الفشل الذريع للمسؤولين، في السياسة الرياضية سواء القطاع الوزاري بالرياضات أو على مستوى رؤساء الجامعات.
مشاركة المحتوى:
إرسال التعليق