توفيق بين أفعاله وحريته.
غادر المعتقل بوعشىرين توفيق ومعه الراضي عمر والريسوني سليمان وآخرون، أسوار السجون بعد سنوات أعقبت محاكمات خاصة منها محاكمة بوعشرين والتي عرفت أشواطا ماراثونية لما كانت تحمله في طياتها من مشاهد خليعة.
المهم أن بوعشرين توفيق وبناء على رغبته في الاستفادة من العفو قدم طلبه وفقا للمساطر المعمول بها، وفي التفاتة إنسانية نبيلة من جلالة الملك والتي راعت الظروف الإنسانية والأسرية والحياة الطبيعية له بعد قضاء سنوات داخل السجن، وذلك كجزء من العقاب على الأفعال الجرمية المرتكبة؛ كان الرأي العام ينتظر خروج شخص سيزن الأمور ويحسن وضع النقاط على الحروف ليستطيع دخول مرحلة جديدة فاتحة أذرعها للجميع حتى التائبين منهم عن أفعالهم الجرمية باختلاف مستوياتها.
من باب سجن العرجات بسلا خرج توفيق معتقدا بأن جهة ما قد حققت له نصرا على وطنه، متبجحا مستفزا، وكأنه سياسي زمانه.
والحقيقة أن توفيق قد تناسى أن هيئة دفاعه كانت قد أصيبت بصدمة قوية عندما عرضت مقاطع الفيديوهات داخل مكتبه وهو يتحرش ويلامس أرداف العاملات وهن يتوسلن إليه للتوقف عن أفعاله؛ لقد تناسى توفيق أنه سبق له وأن اعترف بالعديد من المشاهد والمدونة لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حتى من ممارسات جنسية شاذة حاطة من الكرامة.
لقد عانق توفيق الحرية بعد ست سنوات، مستفيدا من عفو ملكي شمل 2476 شخصا كان من بينهم معتقلي الرأي، فهل يعتبر توفيق اغتصاب النساء وحتى الحوامل منهن ضمن دائرة الحقوق والحريات الخاصة بالمغتصب؟
يكفي توفيق أن ينظر حوله في الغرب الداعم للحقوق والحريات ليرى ويشهد أي تشدد بعيد عن مفاهيم الديموقراطية حين يتعلق الأمر بالإغتصاب أو حتى محاولة الإغتصاب أو التحرش.
قد تكون أمثلة كثيرة غابت عن توفيق وهو في سجن العرجات. ألم تر كيف تعاملت الصحافة و القانون الإسبانيين بما عاشه رئيس الإتحاد الإسباني من ذل وإهانة، وكيف لرئيس أقوى دولة في العالم بيل كلينتون ذاق الأمرين جراء سكرتيرة اتهمته بممارسة الجنس، و كيف لرئيس أقوى مخابرات في العالم سابقا أن تسقطه من منصبه شابة تبلغ من العمر 22 سنة فقط لأنها أثبت علاقته بها بأساس كان تحرشا.
مشاركة المحتوى:
إرسال التعليق