جاري التحميل الآن
×

قضية القرن في فرنسا عنوانها إنهيار منظمومة القيم الأخلاقية والإجتماعية بفضيحة جنسية لايتصورها عقل.

قضية القرن في فرنسا عنوانها إنهيار منظمومة القيم الأخلاقية والإجتماعية بفضيحة جنسية لايتصورها عقل.

في تطور كبير للأحداث محاكمة دومينيك بيليكو، وهي من أكبر الفضائح التي تهز الرأي العام الفرنسي، والتي يتهم فيها بتعريض زوجته للإغتصاب الجماعي وهي تحت تأثير التخدير وتصويريرها، وفي خطوة غير مسبوقة تهدف إلى مواجهة المعتدين وجعلهم يتحملون “العار الإجتماعي”، قررت جيزيل بيليكو، الزوجة الضحية التي تعرضت للإغتصاب المستمر على مدى عشر سنوات، أن تكون محاكمة زوجها وشركائه علنية. بعد سنوات من الصمت وسرية التحقيقات، ووقفت جيزيل في عام 2024 بوجه مكشوف وبإصرار أمام المحكمة والرأي العام الفرنسي، لتعلن أنها لن تسمح بمرور الجريمة دون تحميل المجرمين المسؤولية الكاملة.

بعبارة مؤثرة، قالت جيزيل: “العار حيث يجب أن يكون”، مؤكدة أن هدفها من هذا القرار يتجاوز العدالة القانونية، فهي أيضا تهدف إلى فضح الجناة وإشعارهم بالعار والخزي أمام المجتمع. لقد شهدت جلسات المحكمة دعمًا ملموسا من أبنائها الثلاثة، الذين عانوا من هذا الكابوس الذي مرت به الأسرة منذ اكتشافهم للجريمة.

إبنتها الكبرى تحدثت عن الأزمة النفسية التي مرت بها العائلة فور علمهم بالواقعة، موضحة أن حجم الصدمة كان غير قابل للاستيعاب. إلا أن قرار جيزيل بالشجاعة والعلانية في قضيتها شكل خطوة شجاعة في سبيل إستعادة كرامتها وفضح المجرمين الذين استباحوا عرضها و حقوقها. جيزيل لم تبحث فقط عن القصاص القانوني، بل أرادت تسليط الضوء على الجانب الإجتماعي والنفسي لهذه القضية، إذ أكدت في تصريحاتها أن المجتمع يجب أن يعرف تفاصيل الجريمة حتى يتحمل الجناة العار الذي يستحقونه.

إنها أحد قضيا القرن والتي أحدثت صدمة كبيرة في المجتمع الفرنسي، والجدير بالذكر أن المحاكمة انطلقت للرجل المتقاعد دومينيك بيليكو والذي يبلغ من العمر71 عامًا وشركائه، المتهمين باغتصاب زوجته على مدى عشر سنوات. والغريب أن المتهم هو أب لثلاثة أطفال وجد لسبعة أحفاد، والذي تم القبض عليه في عام 2020 إثر تصو وهوير سيدات داخل مركز تجاري. وأثناء التحقيق فوجئ المحققون بما هو أبشع من ذلك؛ إذ وجدوا بداخل أجهزته الإلكترونية آلاف الفيديوهات التي توثق اغتصاب زوجته من قبل أكثر من 80 رجلًا، وهي فاقدة للوعي.

هذه الجريمة المروعة وقعت داخل بيت الزوجية، حيث كان الزوج يقوم بتخدير زوجته بعقاقير منومة قبل أن تتناوب شبكة من الرجال المشاركة في اغتصابها، فيما كان يقوم هو بتصوير كل التفاصيل البشعة. الضحية جيزيل بيليكو، التي تم استدعاؤها كذلك للتحقيق، كشفت أنها لم تكن على دراية بما كان يحدث، إذ كانت بتلك العقاقير مغيبة تماما عن الوعي. جيزيل بيليكو باتت رمزًا للنضال داخل المجتمع الفرنسي ضد جرائم الإغتصاب الزوجي والعنف الجنسي. وقرارها بجعل جلسات المحاكمة علنية جاء ليؤكد إصرارها على عدم السماح للجناة بالإفلات من العقاب، سواء في القانون أو أمام المجتمع. هذه القضية المروعة تسلط الضوء على ضرورة التوعية بالعنف الأسري والاغتصاب الزوجي، كما تبرز أهمية دعم ضحايا تلك الجرائم ليتحدثوا ويطالبوا بالعدالة.

مشاركة المحتوى:

إرسال التعليق

المزيد