جاري التحميل الآن
×

مناورات الأسد الإفريقي: تعري عن العزلة الجزائرية.

مناورات الأسد الإفريقي: تعري عن العزلة الجزائرية.

تعرف العقيدة الدفاعية للمغرب تحولا جليا و هو ما تعكسه مناورات “الاسد الافريقي”، حيث اصبحت آخذة في تعزيز التنسيق العسكري مع الولايات المتحدة و حلف الناتو، وهذا ما يوضح تبلورا استراتيجيا هاما في السياسة الخارجية للمغرب. فبعد سنوات قام فيها المغرب بتعزيز علاقاته الثنائية العسكرية، اصبح المغرب اليوم شريكا اقليميا موثوقا للقوى الغربية، خاصة في خضم التحديات الأمنية المتصاعدة في منطقة الساحل والصحراء .ولا يمكن إسناد هذا التقارب والمكانة التي أصبح يحتلها المغرب الى الصدفة، فهو لا ينفصل عن رؤية استراتيجية مغربية ترمي الى تقوية مكانتها اقليميا ودعم قدراتها العسكرية لمجابهة التهديدات المتزايدة.

و في مقابل ما أصبح يمثله المغرب كونه شريكا عسكريا اقليميا محوريا في المنطقة فان هاته المناورات الهامة التي تنعقد في المغرب في دورتها 21 وبمشاركة أكثر من 30 دولة، والتي تعتبر من أكبر المناورات العسكرية في القارة الأفريقية عرت على واقع العزلة الحقيقية اقليميا و دوليا التي تعيشها الجزائر، فحتى من خلال محاولاتها اقحام موريتانيا ومصر في المشاركة في مناورات لجنة دفاع شمال افريقيا بالموازاة مع مناورات الاسد الافريقي، قوبل هذا المسعى بالرفض من الدولتين لعدم اعترافهما بكيان البولساريو.

و لم يعد خفيا ان هاته المناورات اصبحت تحمل رسائل متعددة الأبعاد على المستويين الإقليمي والدولي. فمن جهة، تؤكد على الأهمية الاستراتيجية للمملكة في المنظور الأمريكي كحليف رئيسي خارج حلف الناتو في شمال إفريقيا، ومن جهة أخرى، تعزز موقف الرباط في قضايا إقليمية مختلفة. كما أن هذا التعاون العسكري المتنامي يعكس توجهاً مغربياً نحو تنويع الشراكات العسكرية واستثمارها في تطوير قدراتها الدفاعية ومواجهة التحديات الجيوسياسية المعقدة في المنطقة، بما يخدم مصالحها الوطنية والاستراتيجية. فيما تربص نظام العسكر الجزائري بالمملكة المغربية و محاولاته الدفاع عن الكيان الوهمي، الذي اجمع المنتظم الدولي على ضرورة تصنيفه كمنظمة ارهابية،يزيد من تعمق عزلة لها ابعاد على شركاتها الدبلوماسية التي اصبحت تعرف توترا قائما حتى مع شركائها التقليديين.

نظام العسكر داخل عزلته الاقليمية لازال يحاول التشويش على المغرب في محاولة منه حجب الانظار عن أزماته داخليا وحتى خارجيا وهو بذلك يعري عن واقع مكانته اقليميا ودوليا دون أن يدرك، فيكفي أن إنسحاب مصر وموريتانيا من المشاركة في مناوراتها العسكرية الموازية لمناورات الأسد الإفريقي، مؤشر حقيقي على فشل أي مبادرات مشتركة مستقبلاً عربيا وإفريقيا أو حتى دوليا مع نظام العسكر الجزائري.

مشاركة المحتوى:

إرسال التعليق

المزيد