جاري التحميل الآن
×

كيف حول المخطط الأخضر الحولي د العيد إلى أزمة إجتماعية؟

كيف حول المخطط الأخضر الحولي د العيد إلى أزمة إجتماعية؟

قلم المرسول مع الأستاذ عبد المنعم الكزان.

الإمام الشاطبي: والمعتمد إنما هو أنا استقرينا من الشريعة أنها وضعت لمصالح العباد استقراءً لا ينازع فيه الرازي ولا غيره.

مع حلول رمضان يبدأ المغاربة في التفكير في أضحية العيد فكما يقول المغاربة “نهار صيامكم نهار عيدكم” مما يوضح تلك العلاقة بين دخول رمضان وأضحية العيد وماله من رمزية في التقرب إلى الله و تجميع العائلة بل إن جدور هذه العملية الطقوسية حتى إلى الثقافة المغربية القديمة و الممتدة لقرون في إطار ما يسمى سوسيولوجيا بالدين الشعبي، أول أمس أعلنت الحكومة عن استيراد 100 ألف رأس من الأغنام من أستراليا، تنضاف إلى آلاف القطعان وملايير السنتيمات التي تذهب إلى جيوب ألغارشيات من خلال الدعم الحكومي من أموال دافعي الضرائب، فسياسة استراد الأغنام و فشل المخطط الأخضر أدى إلى غلاء الأسعار، الشيئ الذي جعل العديد من الأصوات تتعالى للمطالبة بإلغاءه هذه الشعيرة رفعا للحرج كما فعل المغفور له جلالة الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، عندما ألغى ذبح أضحية العيد عدة مرات كان آخرها سنة 1995.

في الخطاب السامي لجلالة الملك بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الأولى من الولاية الحادية عشرة لهذا البرلمان، أشار جلالته إلى كون المغرب استطاع تلبية حاجياته وتزويد الأسواق بكميات كافية و بطريقة عادية، في الوقت الذي سجلت العديد من الدول اختلالات كبيرة في توفير هذه المواد وتوزيعها، لكن اليوم في ظل ارتفاع أسعار اللحوم وتراجع القدرة الشرائية للمغاربة، أصبحت هذه الأضحية تشكل كابوسا و تحديا كبيرا للعديد من الأسر بالمغربية.

يبدو أن هذه الحكومة و معها أغلبيتها التي تمثل الحكومة أكثر مما تمثل الأمة، تصر أيما إصرار على مخالفة التوجهات الملكية. ففي الحين الذي يدعو الملك إلى تعزيز الأمن الإستراتيجي للمواد الأساسية، نجد أن السياسات الحكومية في استراد الأغنام وتوجيه السوق لصالح الألغارشيات الريعية ودعمها وإعفائها الجمركي يعكس توجا مختلفا. في كتاب المعرفة والسلطة لمشيل فوكو يشير أن السلطة ليس الدور القمعي فقط بل أيضا إنتاج المعرفة وتشكيل الهويات، وربما هذه الحكومة التي سلطها الله على رقاب البلاد والعباد من خلال سياستها مستعدة للتضحية بالدولة، من أجل تشكيل واقع وهوية المغاربة بالشكل الذي يخدم مصالح الألغارشيات في حين يعاني الشعب الأمرين.

في الفقه المالكي و هو فقه المغاربة يقول إمام دار الهجرة: لا تكلفوا الناس مالايطيقون ف {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ} فمقاصد الشريعة تدعوا إلى الرحمة و العدل وليس استغلال الفقراء، كما أن جوهر العقلانية الأشعرية مع أبو الحسن الأشعري يدعوا إلى التيسير و ليس التسعير تماشيا مع قول صلى الله عليه وسلم {بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا}، ومنه فإنه في ظل هذه الإكراهات يمكن اعتبار أن إلغاء أضحية العيد هو من صالح الدولة لإعادة التوازن للقطيع الوطني و كذلك التخفيف من العبئ على ميزانية الدولة واستنزاف العملة الصعبة والتي جزء كبير منها هو من عرق الجالية المغربية المقيمة بالخارج وليس من جيوب وزراء الحكومة.

إن ما يقع اليوم من غلاء للحوم و القفة عموما لا يمكن أن يفسر إلا من خلال فشل المخطط الأخضر و الذي خف الزراعة التصديرية، ليصبح المغرب عرضة لتقلبات السوق العالمية، كما أن هذا البرنامج وجه للفلاحين الكبار، ليضل الفلاحين الصغار يعانون الأمرين في نقص الدعم والتمويل، إن هذا التحرير الزائفة للسوق بدون رقابة لا يمكن أن يودي إلا إلى المزيد من امتصاص دماء الفقراء.

في ظل هذه الأوضاع وأمام تمثيل البرلمان للحكومة أكثر من تمثيله للأمة، فإنه حان الوقت لتقديم ملتمس لأمير المؤمنين رئيس المجلس العلمي الأعلى لإلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد تماشيا مع مقاصد الشريعة، مراعاة للظروف الإقتصادية و الإجتماعية الصعبة ودعما لتعزيز الأمن الإستراتيجي للمواد الأساسية.

مشاركة المحتوى:

إرسال التعليق

المزيد