لسنا سعداء.
قلم المرسول مع الأستاذ عبد المنعم الكزان.
نريد أن نبني دولة قانون لا دولة أشخاص – جورج واشنطن.
كيف وأصبح نواح الشقاء يلازم شفاهنا، وأصبح المغاربة كمن أصابه المس من الشيطان يحتاجون معه إلى الملح والبخور قراءة اللطيف والرقية، بحيث أصبحت السعادة كسراب واحة في الصحراء، يتراءى من بعيد، يبتسم لنا ابتسامته الماكرة ثم يختفي حين نحث الخطى للوصول إليه لنروي ظمأنا من العطش.
كيف نكون سعداء، وقد سرقت حكومتنا سعادتنا لبيعها معبئة في صناديق الخضار اليانعة والفواكه التي كانت تزين موائدنا والزيت والزيتون ليبيعوها هناك في متاجر برشلونة و باريس سرقت منا الحق في أن نبتسم أن نحلم، وحولوا حياتنا إلى انتظارات لا تنتهي، انتظار فرصة… انتظار عمل …، انتظار انخفاض الأسعار…، انتظار تحسن الأوضاع… انتظار وراء انتظار.
شقائنا أصبح حديث العالم فقد صنف المغاربة بالشعب الحزين وصنف مرتبة المرتبة متأخرة وصلت 112 شعب لا يبتسم شعب فاق شقائه وحزنه و ألمه دول تعاني ويلات الحرب، فنحن أتعس من ليبيا و الجزائر و العراق، و أتعس حتى غزة و أوكرانيا اللذان يعانيان الحرب ، كيف نفرح وتبتسم ونحن نتراجع إلى الهاوية اثنى عشرة مرتبة ظرف سنتين؟
كيف نغني وترقص و ننشر الفرح والفرجة ونحن نرى الفساد يتفشى في الصفقات … في التعيينات… في التوظيفات… كالسرطان في جسد الوطن؟ نرقص و نصيب كل فرد من الناتج المحلي الإجمالي لا يكفي حتى لشراء لقمة خبز في حين مئات الملايين من سنتيمات الدعم و الصفقات ذهبت هباءا بدون حسيب ولا رقيب.
ثم كيف نضحك و معدل التضخم قد ارتفع إلى 2.6%؟ و لهيب أسعار الغذاء ارتفع بنسبة 6% ويرتفع عند كل صباح، وننام مطمئنين ونحن نرى أن أسعار الفواكه والخضر والأسماك والحليب تحلق يوما عن يوم؟
سكين الغلاء يذبح أحلامنا ، و يكبل أيدينا وأرجلنا، ويجبرنا على العيش في كوابيس القلق والخوف من فقدان الخبز وكأس الشاي، فكيف نفرح ونحن نرى القدرة الشرائية تتهاوى ، والقفة تزداد غلاء يوما عن يوم؟
يقول الحكماء أن العمل هو الحياة. ولكن، أين العمل؟ أين العمل وربع الشعب 21.3% الشعب يعاني البطالة، فهل له الحق أن يبتسم؟
لقد أقبرت هذه الحكومة أحلام جيل الشباب بعدم وجود الشغل. لتسجن وتحبس طموحات وطموحات، كاللص الذي سرق الحق في الكرامة. فكيف يمكن أن نكون سعداء ونحن نرى أن المستقبل يزداد قتامة يوما عن يوم؟ كيف يمكن أن نبتسم ونحن نرى أن الشباب، الذين يفترض أن يكونوا عماد الوطن، يتحولون إلى جيلٍ ضائع، بلا أمل، بلا مستقبل ، أقصى أحلامه الهروب من الوطن؟
كيف يمكن أن نبتسم ونحلم حتى بالحرية و أنت ترى خبرا حول صفقة مشبوهة لوزير على موقع إلكتروني يتبخر برنة هاتف؟ أن نغني ونحن نرى قرارات تتخذ بعيدا عن مصلحة الشعب بعيدة عن الدستور بعيدة عن القانون، وأن الثروة تتركز يوما عن يوم في أيدي قلةٍ قليلة من المحضين والمحضوضين ؟
لقد حولت حكومتنا الموقرة الحياة إلى جحيم، وجعلت السعادة حلما مستحيل المنال. وأحكمت قبضتها على كل شيء، وتغولت واستأسدت و استذئبت وتركت الشعب يعاني الشقاء و الألم.
إنها حكومة الكوميديا سوداء وعنوان الفشل، تقدم لنا كل صباح مشاهد العبث.
إنها حكومة تعلن عن مشاريعها الوهمية، و الوعود المزيفة ،تحول السياسة إلى نكتة بليدة لا تُضحك أحدا في نهاية كل أسبوع.
حكومة تدمر الثقة في المستقبل يوما عن يوم في الوطن والمؤسسات يوما عن يوم وترسم مستقبلا قاتما. وتقتل فينا الانتظار؟
مشاركة المحتوى:
تعليق واحد