جاري التحميل الآن
×

ومع ذلك تبقى تازة قبل غزة.

ومع ذلك تبقى تازة قبل غزة.

قلم المرسول مع الأستاذ عبد المنعم الكزان.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِمَكَّةَ: مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

تازة أو تازا، هذه المدينة اللغز الذي يجمع المؤرخين و الأركيولوجين على قدمها لكن لا أحد منهم يمكن أن يخبرنا كيف ولدت بعد زواج جبال الريف بجبال الأطلس، لكن كلهم يجمعون أن جميع الإمبراطوريات المغربية لم يكتمل نضجها إلى بعد السيطرة على هذه المدينة الحصينة، سيطرت المستعمر أيضا لم تكن سهلا ولا الحروب معه لم تنتهي إلا بخروجه من مثلث الموت الذي كان يتربص به من طرف فرسان لا يحارب أغلبهم إلى بسلاح بوحبة كآخر معارك جيش التحرير بالشمال والتي لم تنتهي طيلة وجوده في منطقة رغم تتمركز أغلب قوات المستعمر بها من جميع الأصناف، عند رجوع محمد الخامس من المنفى لم تمر إلا ثلاث أشهر حتى زار المنطقة لما لها من رمزية وطنية.

ربما أبناء تازة ليس لهم الوقت للتغني بالشعارات، لأنهم كانوا دائما في قلب المعارك، و لنكتفي بمواقع أشرس حروب العصر الوسيط و المعاصر .
لكن يبدو أن عبد الإله بنكيران ،عندما خرج بتصريح السفيه عن “تازة قبل غزة”، نسي أن يراجع التاريخ.

بنكيران الذي عندما كان مشغولا خلال شبابه بصطياد الفتيات بدارجته النارية في شوارع الرباط ، بينما كانت عائلتي وهي من بين العديد من الأسر التازية تبكي شهدائها و تلملم جراح أبنائها من اقرانه في معارك الصحراء، وحتى بعد زواجه ربما نسي أنه عندما كان يقضي وتره مع زوجته كل مساء وهو مرتاح البال ، فإنه كان المئات من أقرانه مرابطون على الحدود و لازالوا على عهدهم.

تازة التي أصبحت عنوانا لأولوية القضايا الوطنية، و الشعار الذي أطلقه يوما المغفورله الحسن الثاني طيب الله ذكره ، أصبحت عنوانا لقصة كبيرة التهميش التنموي، رغم موقعها الإستراتيجي ومقوماتها السياحية الكبيرة سواء على المستوى الأثري فلكل سور من أسوارها وشم ونقش في ذاكرة أحداث عظام عبر التاريخ العريق دون أن ننسى مؤهلاتها الطبيعية، لكن مع الأسف للعقود كانت ثمار التنمية لهذه المنطقة غالبا ما ترصد إلى مناطق أخرى وهذا أمر سيأتي وقت التفصيل فيه لا يعقل أنه في جميع التقسيمات الجهوية لا تجني تازة إلا الإدارات العسكرية و إن كان أبناء تازة فخورون بهذه بالثقة، فإن ذلك يكون على حساب تنمية المنطقة التي إضطر أغلب أبنائها الهجرة إلى الداخل أو الخارج لغياب التنمية اللهم الزحف الإسمنتي لبعض الأغنياء الجدد، للإشارة فتازة لا تملك شواطئ بحرية، كما أنها بعد التقسيمات الإدارية المتكررة أصبحت تدخلها في إطار المناطق الغير مشمولة بزراعة الكيف، وحتى الطريق السيار الذي عبر أراضيها حرمها من عائدات استراحات المسافرين الذين كانوا يعبرون طريق الوحدة، تازة التي قدمت خيرة أبنائها على كل الجبهات.

ربما يعتقد بنكيران بتلبيساته هذه أن السفارات الغربية ستربط اللقاء أو أن يعيد الركوب على صهوة الإعلام القطري، أو ربما يتوهم أن القبول بالجولاني حاكما لسوريا يعيد أجواء 20 فبراير، لكن مع الأسف والسياق غير السياق،والمغاربة يدركون جيدا أن بنكيران وحزبه آخر من يجب له الحديث عن الأولويات الوطنية،و إذا لم يقنعه تدبير الدبلوماسية المغربية للقضايا الدولية ومنها الصراع العربي الإسرائيلى فما عليه إلا أن ينتقل إلى اليمن. ولأن التاريخ لا يرحم من يستهيوي الركوب ، فالمغاربة لا يحتاجون من يذكرهم أن الساورة والركان ومنيعة و أدرار و تندوف و بشار كانت دائما إمتدادا لمحور سجلماسة تمبوكتو، وهي أقاليم مغربية بروحها وتاريخها.

كما أن المغاربة يعرفون أيضا أن ملوكهم لم يتخلوا عن القدس منذ يعقوب المنصور الموحدي، إلى محمد الخامس والحسن الثاني محمد السادس ،و المغاربة هم أكبر المساهمين في بيت مال القدس، دون الحديث عن تضحيات أخرى.
لكن هذا لا يعني الدفاع على أطفال ونساء غزة الشحن الإيراني لحماس والذي كان أحد الأسباب المباشرة لهذه المجازر ، كما أن وقف إطلاق النار لم يأتي بصهيل و نهيق بنكيران بل أتى بضغوط دولاند ترامب.

وأنا بصدد كتابة هذا المقال وصلتني امتحانات اللغة العربية الشهادة الإبتدائية لأحد المجموعات المدرسية بأكاديمية طنجة ،تتحدث عن طبيب فلسطيني كيف بقي في وطنه يسعف جرحى الحرب الموضوع أخذ عن موقع الجزيرة ، ربما تيارات الإخوان عبر فروعها لازالت تفعل فعلها في تلاميذ و أطفال المستقبل بهذا الوطن ، يجب على وزارة التربية الوطنية أن تتحرك جميل أن تدعم في المغاربة كل ما هو إنساني لكن ليس على حساب تقوية حس الإنتماء إلى هذا الوطن
أهمس في أذن هذا Salgoat بنكيران أن الفتة نائمة ولعن الله من أوقدها، ولتقرء الفاتحة على مسارك السياسي وتدفنه إلى جانب ممن استسقت بهم سياسيا من الجائز.

ونقولها بإصرار أصغر دوار أو دشر في المغرب قبل أقدس بقعة في الأرض،مثل دارج للمغاربة “بنادم يموت على بلادو ولا على ولادو” و لا أعتقد من يتمسح بعمامة ولاية الفقيه التي دربت البوليساريو، و لعق قياديوه حذاء بشار و هم يعرفون ماذا فعل حافظ الأسد بالشهداء المغاربة في الجولان غير مستعد حتى أن تموت على عتبة بيته.

مشاركة المحتوى:

إرسال التعليق

المزيد