هل فشل الوزير بنسعيد في تدبير قطاع الثقافة؟؟
في مفاجأة من لم تكن متوقعة، حذف إسم المهدي بنسعيد الوزير المكلف بالثقافة من تشكيلة المجلس الإداري لأهم معلمة ثقافية معاصرة في المملكة وهي المسرح الملكي بالرباط، لكن المجلس الإداري في نفس الوقت كرس حضور السيد محمد اليعقوبي والي جهة الرباط -سلا-القنيطرة، في يبدو أن هذا الغياب يحمل أكثر من رسالة في طياتها قد تهم فشل الوزير المكلف في تدبير الملف الثقافي بالمغرب.
المجلس الإداري الذي تترأسه الأميرة للا حسناء بجانب بريجيت ماكرون عقيلة الرئيس الفرنسي، في أو إجتماع للمجلس ، في الوقت الذي كان حضور اليعقوبي لافتا ، غابت صور المهدي بنسعيد و المعروف عنه عشقه للتباهي بالصور مع الأمراء ومحيط القصر الملكي والشخصيات السياسية الدولية البارزة حتى تستثمر رمزيا في علاقتها بالمجتمع، عدم حضور الوزير المكلف بالشأن الثقافي بالمغرب معناها سحب بساط الثقافة من وزير الثقافة نتيجة ضعفه في التنشيط الثقافي.
هذا وتجدر الإشارة التشكيلة الجديدة للمجلس الإداري للمسرح الملكي ضمت أسماء وازنة وتهم عدة مجالات بدءا من عالم المال والاعمال ثم الفنون وكذا السياسة الوطنية الدولية، حيث يضم المجلس كل من الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيسة متاحف قطر، مختار ديوب المدير العام للبنك الدولي، وجاد المالح النجم الكوميدي العالمي، و عثمان بنجلون أحد أبرز رجال قطاع الأبناك في المغرب. ليحرم وزير الثقافة من الإ ستدعاء ودخول المجلس ، وهو ما دفع الكثيرين إلى إلى طرح تساؤلات حول الإشارات المبطنة لعدم استدعاء بنسعيد لعضوية المجلس الإداري.
يبدو أن المهدي بنسعيد منشغل بتعيين المقربين أكثر من اهتمامه بالشأن الثقافي مما خلق حالة من الغضب بالنسبة العديد من رجال الفن والثقافة ، حالة الصدمة والإرباك التي أصابت بنسعيد بسبب عدم استدعائه جعله في نوع من الغرور والتحدي يقرر في سلوك إنفعالي غير محسوب العواقب يعلن بالموازاة مع هذا الإفتتاح الأميري للمسرح الملكي من طرف سمو للأميرة للا حسناء و في إصرار غريب يعلن عن افتتاح المعهد الوطني العالي للموسيقى والفن الكوريغرافي في خطوة متهورة غير محسوبة العواقب، الشيئ الذي ربما سيزيد من تسريع تغيبه القرارات الكبرى المرتبطة بالمشهد الثقافي والفني في المملكة.
في الوقت الذي شكل اختيار الوالي اليعقوبي للمجلس نوع من الإعتراف بمساره الإداري الحافل، فمنذ تعيينه في طنجة ثم الآن مدينة الأنوار الرباط، حيث قاد إقلاعا كبيرا في التسريع بإنجاز العديد من البرامج الملكية سواء ماهو مرتبط بالمجال الفني أو مجال النقل ، أو تسريع ورش المجال البيئي و المساحات الخضراء والذي ساهم بشكل كبير في تغيير معالم الرباط في عاصمة المملكة. غياب بنسعيد يعكس فشله في تدبير العديد من الملفات المرتبطة بالمجال الثقافي والفني.
أكيد أن تراكم أخطاء بنسعيد سيكون لها ما بعدها في دوائر مراكز القرار السياسي؟
مشاركة المحتوى:
إرسال التعليق