فصل المقال في تقرير ما بين حكومة الإستغلال والمونديال من إتصال.
قلم المرسول مع الأستاذ عبد المنعم الكزان.
أبراهام لينكولن : “لا يمكنك أن تخدع الشعب لمدة طويلة ، فهم يعرفون متى يكذب المسؤولون”.
في خطاب بمناسبة الذكرى الـ18 لعيد العرش قال جلالة الملك محمد السادس شفاه الله:
“عندما تكون النتائج إيجابية، تتسابق الأحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون إلى الواجهة، للاستفادة سياسيا وإعلاميا من المكاسب المحققة، أما عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي، وإرجاع كل الأمور إليه؛ وهو ما يجعل المواطنين يشتكون لملك البلاد، من الإدارات والمسؤولين الذين يتماطلون في الرد على مطالبهم، ومعالجة ملفاتهم، ويلتمسون منه التدخل لقضاء أغراضهم”.
ورغم ذلك لازال بعض الوزراء يخرجون بدون قطرة دم ولا حياء ليتغنوا بما يسمى حكومة المونديال و أنهم هم من سيتصدون، ولعابهم يسيل على الريع السياسي، فإننا كمتتبعين نحس بالعار بل البعض يتسائل هل وزراء الحكومة المغربية من يتحدثون أو وزراء دولة أخرى، لقد كان جدي رحمة الله عليه يقول لي ” شوف أولادي إلى بغيتي تكذب أكدب على الميتين أما الحي يلقاك يلقاك” كأنهم يتكلمون في دولة أخرى غير المغرب، لقد طلب الملك مرارا عدم اختباء المسؤولين الحكومي ورائه المونديال ليس ليس فتحا مبينا لهذه الحكومة ! إنه حلم جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله تحقق بعد عقود من بالإشتغال على المستوى الدبلوماسي و على مستوى جلب الإستثمارات الخارجية و عقود من العمل الدؤوب و المجهودات المنية المفاوضات ، لتحقيق الهدف الأسمى هو تخليد اسم المملكة خفاقة على المستوى الدولي .
هذه الحكومة الحالية لا تتقبل إلا تصريحات الركوب . كل وزير منشغل بمصالحه الضيقة أكثر من اهتمامه بهموم الشعب ومصالح المحسوبين . يجب على جميع الوزراء أن يفهموا أن ليس هناك وزير واحد له دور حقيقي في تنظيم المونديال، اللهم سوى أنه يحاول استغلاله على حساب المهمشين و الفقراء الذين يعانون كل يوم من لهيب الغلاء ، البطالة الضاربة أطنابها ربما هذا هو الإنجاز الكبير الذي يمكن أن يحسب لهذه الحكومة ، بالإضافة إلى الأزمة الاجتماعية التي ضربت جميع الفئات الإجتماعية حتى أصبحت الطبقية المتوسطة طبقة معرضة للإنقراض.
أما بخصوص محاربة الفساد في كل يوم نستيقظ على ملفات العديد من المسؤولين المنتخبين لدى القضاء وهو أيضا أمر لا يحق للحكومة التغني به لأنه من اختصاص القضاء ، أما القوانين التي من المفروض أن تقدمها الحكومة أو الملتمسات التي من المفترض أن تقدمها الأغلبية البرلمانية فقد أضحت شعارا و مادة للاستهلاك الإعلامي دون أدنى ارادة حكومية أو برلمانية .
سحبوا قانون الإثراء غير المشروع، حتى يتمكن بعض الوزراء من تفويت صفقات المال العام وتخصيصه للمقربين و المحسوبين ،
قمة العبث أن بعض الوزراء مستمرون في الاستفادة من صفقات عمومية مشبوهة في غياب الرقابة الحقيقية، بينما المواطن المغلوب على أمره يكتوي بنيران الغلاء و البطالة ولا يتمكن حتى من ملئ قفته.
أعضاء هذه الحكومة لا ترى ولا تحس بالمعاناة الحقيقية للشعب، لأنهم في برج عاجي لا يعلمون حتى كيف يعيش المواطن اليومي.
المتقاعدون العسكريون خرجوا للاحتجاج، وهم الذين خدموا البلاد وقدموا دماءهم لأجل هذا الوطن، ليجدوا أنفسهم أمام معاشات هزيلة، مباشرة بعد تلقيهم أول أجرة بعد بشارة الإعفاء الضريبي للمتقاعدين الذي لا يكفي حتى ثمنا للحم، ليخرج وزير آخر في نفس الوقت ويتحدث لنا عن إنجازات “غير مسبوقة” إنجازات وهمية غير موجودة. أليس من الوقاحة أن يحاول هذا الوزير التحدث عن “الإعفاء الضريبي” الذي لا يكفي لشراء وجبة واحدة من اللحم؟ هل هذا هو الحل الذي قدموه للمتقاعدين ؟ الحيلة نفسها تتكرر مرة تلو الأخرى ، لتكون محط سخط ليس إلا على غرار حيلة تستاهل أحسن و برنامج ثقة و الوطن أولا .
ماهي نتائج برنامج فرصة ؟ آه، هذا هو النجاح المستمر للحكومة! لكن ، هل يعلم هؤلاء المسؤولون أن الفرص التي يتحدث عنها ليست إلا وسيلة جديدة للاستفادة من حلب ميزانية الدولة لصالح المحسوبين على الدوائر الضيقة ؟ يتم تخصيص هذه الفرص لأشخاص بعينهم ، وبدل أن يُنظر للمواطن المغربي البسيط الذي لا يستطيع الحصول على فرص عمل حقيقية ، يبقى هؤلاء المسؤولون في صمت تام كمن يمتلك أذان صماء . لقد حولوا فرصة إلى مجرد شعار ، بينما الشعب يتساءل عن فرصته التي أصبحت في خبر كان.
أما التعليم المتلعثم ، فحدث ولا حرج . التعليم في المغرب أصبح مجرد ساحة للتجارب الفاشلة ، بينما الحكومة لا تتوقف عن إعطاء تصريحات إعلامية يتحدثون فيها عن المستقبل . أين هو المستقبل إذا كان النظام التعليمي يعاني من مشاكل جذرية ؟ المدارس لازالت تفتقر إلى أبسط المقومات، من قاعات دراسية إلى الأساتذة المؤهلين، وكل ذلك يحدث وسط غياب تام للرؤية الحقيقية للإصلاح. المشكلة الأكبر أن الحكومة حولت التعليم إلى مجرد مادة إعلامية يتم الترويج لها على الفضائيات بينما التلاميذ في الواقع يعانون من مشكلات حقيقية في فصول دراسية لا تليق حتى بالحيوانات اللهم القطاع الخاص الذي أصبح يبتز الأباء يتحول بعده المدارس إلى مركبات تجارية لبيع لباس الدراسة و العديد من الخدمات ” بزز” .
الإعلام بدوره أصبح جزء كبير منه محتكرا “ولي دوى على قطاع الإتصال و لا رئيس رئيس الحكومة يرعف” ، فهو لا يتقن إلا التطبال لوزير الإتصال ورسم صورة وردية غير موجودة على أرض الواقع . هل يمكن أن نصدق ما تروج له القنوات الحكومية في الوقت الذي يعاني فيه المواطن من الغلاء والبطالة؟ إن الإعلام في المغرب أصبح مجرد أداة لتلميع صورة الحكومة، بدلا من أن يكون صوتا حقيقيا للشعب المقهور.
وحتى بعد تحذير العديد من مراكز البحث والخبراء من ضعف الحكومة وضرورة التعديل الحكومي ، كان المعيار الوحيد هو الولاء لقيادات الحزب أو العمل في شركات رئيس الحكومة معيارا لاختيار الوزراء ، ولا علاقة لذلك بالكفاءة، و ليبقى الشعب يعاني في صمت. المعيار الوحيد الذي يتبعونه هو الحفاظ على المقاعد الحكومية، وليس تحسين الحياة اليومية للمواطنين.
الحكومة الحالية أصبحت الحكومة الحالية مرادف لاستغلال .
إذا كانت هناك حكومة في المغرب يجب أن تعرف بهذا باسم حكومة الإستغلال فهي هذه الحكومة ، لا يهم أعضائها إلا مصالحهم ، فأولوياتها بعيدة كل البعد عن المصلحة العامة . في الوقت الذي يعيش فيه المواطن المغربي الأمرين ، تظل الحكومة مستمرة تتاجر في آماله و أحلامهم. متاجرة لم تترك حتى ” الحولي د العيد” هؤلاء يستحقون أن يطلق بامتياز “حكومة الإستغلال ” و مع ذلك لازال أعضائها يطمعون في البقاء على الكراسي للإستفادة من الريع الرمزي المونديال لا ناقة لهم في جلبه للمغرب ولا جمل بعد انتهاء أسطوانة الغني ببناء الدولة الإجتماعية .
مشاركة المحتوى:
إرسال التعليق